کد مطلب:263318 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:344

النص علیه بالخلافة
موضوع النص علی الأئمة علیهم السلام من قبل جدهم الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله و سلم و أنهم اثناعشر اماماً، و تسمیتهم بأسمائهم، و أن آخرهم قائمهم، من المسلمات عند المسلمین علی اختلاف مذاهبهم و مشاربهم، فقد أورد بعض هذه النصوص كبار علماء أهل السنة فی كتبهم [1] .

و لیس أدل علی انتشار تلك الأحادیث عند السلف هو بحث الخلیفة العباسی - المعتمد - بعد وفاة الامام أبی محمد العسكری علیه السلام عن ولده، و تفتیشه دار الامام علیه السلام، و حبسه لبعض نسائه، خوفاً من أن یكون لدی بعضهن حمل.

و هذا التشدید خلاف لما جرت به عادة العباسیین مع الأئمة علیهم السلام و حتی الأمویین، فقد كان الحكام الأمویین و العباسیین عندما یغتالون واحداً من الأئمة علیهم السلام یتركون خلفه، و لا یتعرضون له بسوء حتی یأتی طاغیة آخر، و من بعد فترة، فیغتال الامام الذی من بعده.

قال الشبلنجی: ان خالد البرمكی قال لهارون: هذا علی بن موسی قد تقدم، وادعی الأمر لنفسه.

فقال هارون: یكفینا ما صنعنا بأبیه، ترید أن نقتلهم جمیعاً [2] .

و انظر الی التشدید الذی حصل من المعتمد العباسی و أعوانه فی البحث عن خلف الامام العسكری علیه السلام.



[ صفحه 261]



قال أحمد بن عبیدالله بن خاقان: انه لما اعتل - الامام الحسن العسكری - بعث الی أبی: أن ابن الرضا قد اعتل، فركب من ساعته الی دار الخلافة، ثم رجع مستعجلاً و معه خمسة من خدم أمیرالمؤمنین، كلهم من ثقاته و خاصته فیهم نحریر، و أمرهم بلزوم دار الحسن، و تعرف خبره و حاله، و بعث الی نفر من المتطببین فأمرهم بالاختلاف الیه، و تعهده صباحاً و مساءً، فلما كان بعد ذلك بیومین أو ثلاثة أخبر بأنه قد ضعف فأمر المتطببین بلزوم داره، و بعث الی قاضی القضاة فأحضره مجلسه، و أمره أن یختار عشرة ممن یوثق به فی دینه و ورعه و أمانته، فأحضرهم فبعث بهم الی دار الحسن علیه السلام، و أمرهم بلزومه لیلاً و نهاراً، فلم یزالوا هناك حتی توفی علیه السلام، فلما ذاع خبر وفاته صارت سر من رأی ضجة واحدة، و عطلت الأسواق، و ركب بنوهاشم و القواد و الكتاب و القضاة و المعدلون و سائر الناس الی جنازته، فكانت سر من رأی یومئذ شبیها بالقیامة، فلما فرغوا من تهیئته بعث السلطان الی أبی عیسی بن المتوكل فأمره بالصلاة علیه، فلما وضعت الجنازة للصلاة علیه، دنا أبوعیسی فكشف عن وجهه فعرضه علی بنی هاشم من العلویة و العباسیة و القواد و الكتاب و القضاة و المعدلین و قال: هذا الحسن بن علی بن محمد بن الرضا علیهم السلام، مات حتف أنفه علی فراشه، و حضره من خدم أمیرالمؤمنین و ثقاته فلان و فلان، و من القضاة فلان و فلان، و من المتطببین فلان و فلان، ثم غطی وجهه وصلی علیه و أمر بحمله...

و السلطان یطلب أثر ولد الحسن بن علی الی الیوم و هو لا یجد الی ذلك سبیلاً [3] .

و هذا التفتیش عن ولد الامام العسكری علیه السلام هو لما روته الأمة من أحادیث الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله و سلم فی النص علی الأئمة الاثنی عشر علیهم السلام، و أن الثانی عشر منهم هو قائمهم، و هو الذی یملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً و جوراً.

و جدیر بالذكر: أن الامام العسكری علیه السلام مات و عمره تسع و عشرون سنة، و معنی ذلك أن ابنه علیه السلام یوم وفاته لم یتجاوز العقد الأول من عمره، فلماذا تخافه الحكومة القائمة؟.



[ صفحه 262]



ان الذی أخاف الحكومة و أربكها أحادیث النص و أن لابد لآخرهم من ثورة جارفة تطیح بالظالمین.

لقد مرت علیك فی صفحات هذه السلسلة بعض النصوص الواردة عن الأئمة علیهم السلام، مضافاً لما بین أیدی المسلمین من النصوص النبویة، كل ذلك اقامة للحجة، و دعوة للأمة الی الانقیاد الیهم، و الأخذ بتعالیمهم.

و فی هذه الصفحات بعض ما ورد من النص علی الامام أبی محمد الحسن العسكری علیه السلام من قبل أبیه الامام علی الهادی علیه السلام.

1 - قال علیه السلام لأبی هاشم الجعفری: أبومحمد ابنی الخلف من بعدی، عنده علم ما یحتاج الیه، و معه آلة الامامة [4] .

2 - كتب علیه السلام الی أبی بكر الفهفكی: أبومحمد ابنی أصح آل محمد غریزة، و أوثقهم حجة، و هو الأكبر من ولدی، و هو الخلف، و الیه تنتهی عری الامامة و أحكامنا، فما كنت سائلی عنه فاسأله عنه، فعنده ما تحتاج الیه [5] .

3 - قال علی بن مهزیار: قلت لأبی الحسن علیه السلام ان كان كون و أعوذ بالله، فالی من؟

قال علیه السلام: عهدی الی الأكبر من ولدی - یعنی الحسن علیه السلام - [6] .

4 - قال یحیی بن یاسر القنبری: أوصی أبوالحسن الی ابنه الحسن قبل مضیه بأربعة أشهر، و أشار الیه بالأمر من بعده، و أشهدنی علی ذلك و جماعة من الموالی [7] .

5 - قال علی بن محمد النوفلی: كنت مع أبی الحسن فی صحن داره، فمر بنا محمد ابنه، فقلت: هذا صاحبنا بعدك؟.



[ صفحه 263]



فقال علیه السلام: لا، صاحبكم بعدی الحسن [8] .

6 - قال الصقر بن أبی دلف: سمعت علی بن محمد بن علی الرضا یقول: ان الامام بعدی الحسن ابنی، و بعد الحسن ابنه القائم الذی یملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً و جورا [9] .



[ صفحه 264]




[1] أنظر الفصل الاول من هذه الكتاب.

[2] نورالابصار 144.

[3] الارشاد 366.

[4] الارشاد 362.

[5] الارشاد 362.

[6] اعلام الوري 350.

[7] اعلام الوري 351.

[8] اثبات الهداة 6 / 270.

[9] المصدر 6 / 276.